آخر المواضيع

mardi 26 novembre 2013

مصادر الفكر الإسلامي

أوَّلاً: الوحي:

بناءً على ما جاء في مفْهوم الفكْر الإسلامي فإنَّه ينطلق من الإسلام كمرْجع موجَّه، يحكم بكلّيَّات الفكر وجزئيَّاته؛ لذلك فإنَّ الوحي بشقَّيه (الكتاب والسنَّة) يعتبر المصدرَ الرَّئيس للفكر الإسلامي؛ حيثُ يحدّد الرّؤية الكلّيَّة النّهائيَّة للإنسان المسلم، وما يتفرَّع عنها من أبعادٍ ترْبويَّة واجتِماعيَّة وسياسيَّة واقتِصاديَّة وغيرها، وقد أجاب الفِكْر الإسلامي في مختلف عصوره عن إشكالات عدَّة في المجالات المذْكورة، تمثَّلت في جملة العلوم التي ما فتِئَت تتبلْور وتتأصَّل بداية من القرْن الثَّاني للهجرة، كالفقه وعلوم الحديث وعلْم الكلام وغيرها من العلوم.



ثانيًا: الكون: 

غير أنَّ الفكر الإسلامي لا يشمل الإنتاج الَّذي يتناول الإسلام كموْضوع للمعرفة فقط، بل هو كل إنتاج ينطلق من الإسلام كمرجعيَّة تحدّد له رؤيته الكلّيَّة للكون والإنسان والحياة؛ لذلك فالكون هو المصدر الثَّاني للفكر الإسلامي، وقد جاء القرآن الكريم يتحدَّث عن الكون في الكثير من آياتِه، بل إنَّ الآيات التي تحدَّث الله فيها عن الكون أكبر وأكثر من آيات الأحكام.



والكون في الرّؤية الكونيَّة التَّوحيدية يشمل الكون الطبيعي (سنن الآفاق)، وذلك بمعرفة القوانين الكونية الطبيعيَّة في السموات والأرض والحيوان والنبات والإنسان لاستخراج آيات الله فيه، ومعرفة سننها التي تسيِّرها وتسخيرها في إعمار الأرض لتحْقيق خلافة الإنسان.



والكون الإنساني سنن الأنفس، وذلك بدراسة قوانين المجتمعات الإنسانيَّة، وسنن قيام الحضارات وأفولِها، وتدخل فيها الخبرة الإنسانيَّة وما أنتجتْه في التَّاريخ والاجتِماعيَّات والإنسانيَّات بما يتوافق فيها مع الرُّؤية التَّوحيديَّة؛ يقول تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ ﴾ [فصلت: 53].



غير أنَّه ينبغي أن نُشير هنا إلى ضرورة التَّفريق بين ما يعتبر مصدرًا في الفِكْر الإسلامي، وما يعتبر رافدًا، فالكون الإنساني يعتبر مصدرًا للفكْر الإسلامي لمعرفة سنن الأنفس (الاجتِماعيَّة والنَّفسيَّة) بما هي قوانين وضعها الله تعالى في الأفراد والأمم والمجتمعات، أمَّا الخبرات الإنسانيَّة وما أنتجتْه من فكرٍ، بغضِّ النَّظر عن اختِلاف مِلَله ومذاهبه، فيعتبر رافدًا من روافد الفِكْر الإسلامي، يُؤخذ منه ويردّ بِما يخدم أهدافه، ويتوافَق مع الرُّؤية التَّوحيديَّة.



وإذا أمعنَّا النَّظر في الفكْر الإسلامي برمَّته بما فيه من علوم إسلاميَّة وآراء فكريَّة وغيرها، فإنَّما نشأت من هذين المصدَرين: الوحي والكوْن.

نموذج الاتصال

Nom

E-mail *

Message *

Traduction ترجمة